الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
فصل:قوله: فيفزع الناس ثلاث فزعات إنما ذلك والله أعلم حين يؤتى بالنار تجر بأزمتها وذلك قبل العرض والحساب على الملك الديان، فإذا نظرت إلى الخلائق فارت وثارت وشهقت إلى الخلائق وزفرت نحوهم وتوثبت عليهم غضبًا لغضب ربهم على ما يأتي بيانه في كتاب النار إن شاء الله تعالى، فتتساقط الخلائق حينئذ على ركبهم جثاة حولها قد أسبلوا الدموع من أعينهم ونادى الظالمون بالويل والثبور. ثم تزفر الثانية فيزداد الرعب والخوف في القلوب. ثم تزفر الثالثة فتتساقط الخلائق لوجوههم ويشخصون بأبصارهم وهم ينظرون من طرف خفي خوفًا أن تبلغهم أو يأخذهم حريقها. أجارنا الله منها.فصل:واختلف الناس في المقام المحمود على خمسة أقوال:الأول: أنه الشفاعة للناس يوم القيامة كما تقدم. قاله حذبفة بن اليمان وابن عمر رضي الله عنهم.الثاني: إنه أعطاؤه عليه السلام لواء الحمد يوم القيامة قلت: وهذا القول لا تنافي بينه وبين الأول فإنه يكون بيده لواء الحمد ويشفع.وروى الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أول الناس خروجًا إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشرهم إذا أيسوا، لواء الحمد بيدي فأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر. وفي رواية أنا أول الناس خروجًا إذا بعثوا، وأنا قائدهم إذا وفدوا، وأنا خطيبهم إذا أنصتوا، وأنا شفيعهم إذا أيسوا، وأنا مبشرهم إذا أبلسوا. لواء الكرم بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي يطوف علي ألف خادم كأنهم لؤلؤ مكنون.الثالث: ما حكاه الطبري عن فرقة منها مجاهد. أنها قالت: المقام المحمود هو أن يجلس الله محمدًا صلى الله عليه وسلم معه على كرسيه، وروت في ذلك حديثًا.قلت: وهذا قول مرغوب عنه وإن صح الحديث، فيتأول على أنه يجلس مع أنبيائه وملائكته. قال ابن عبد البر في كتاب التمهيد: ومجاهد وإن كان أحد أئمة بتأويل القرآن فإن له قولين مهجورين عند أهل العلم. أحدهما هذا، والثاني في تأويل قوله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة قال: تنتظر الثواب وليس من النظر.الرابع: إخراجه طائفة من النار. روى مسلم عن يزيد الفقير قال: كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد الحج ثم نخرج على الناس فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد الله رضي الله عنه يحدث الناس أو القوم إلى سارية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وإذا هو قد ذكر الجهنميين قال فقلت له يا صاحب رسول الله: ما هذا الذي تحدثون والله تعالى يقول ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها فما هذا الذي تقولون فقال: أتقرأ القرآن؟ فقلت: نعم. فقال: فهل سمعت بمقام محمد صلى الله عليه وسلم يعني الذي بيعثه الله عز وجل؟ قلت: نعم. قال: فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم الذي يخرج الله به من يخرج. وذكر الحديث.وفي البخاري من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: وقد سمعته يقول فأخرج فأخرجهم وأدخلهم الجنة حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود قال: ثم تلا هذه الآية عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا قال هو المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم.الخامس: ما روي أن مقامه المحمود شفاعته رابع أربعة وسيأتي الأوزاعي.فصل:إذا أثبت أن المقام المحمود هو أمر الشفاعة الذي يتدافعه الأنبياء عليهم السلام حتى ينتهي الأمر إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع هذه الشفاعة العامة لأهل الموقف مؤمنهم وكافرهم ليراحوا من هول موقفهم، فاعلم أن العلماء اختلفوا في شفاعاته وكم هي، فقال النقاش: لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث شفاعات العامة وشفاعة في السبق إلى الحنة وشفاعة في أهل الكبائر. وقال ابن عطية في تفسيره: والمشهور أنهما شفاعتان فقط العامة وشفاعة في إخراج المذنبين من النار وهذه الشفاعة الثانية لا يتدافعها الأنبياء بل يشفعون ويشفع العلماء.قال القاضي عياض شفاعات نبينا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة خمس شفاعات:الأولى: العامة.الثانية: إدخال قوم الجنة بغير حساب.الثالثة: في قوم من أمته استوجبوا النار بذنوبهم فيشفعه فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن شاء أن يشفع ويدخلون الجنة وهذه الشفاعة هي التي أنكرتها المبتدعة الخوارج والمعتزلة، فمنعتها على أصولهم الفاسدة وهي الاستحقاق العقلي المبني على التحسين والتقبيح.الرابعة: فيمن دخل النار من المذنبين فيخرج بشفاعة نبينا وغيره من الأنبياء والملائكة وإخوانهم من المؤمنين.قلت: وهذه المشافعة أنكرتها المعتزلة أيضًا وإذا منعوها فيمن استوجب النار بذنبه وإن لم يدخلها فأحرى أن يمنعوها فيمن دخلها.الخامسة: في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها وترفيعها. قال القاضي عياض: وهذه الشفاعة لا تنكرها المعتزلة ولا تنكر شفاعة الحشر الأول.قلت: وشفاعة سادسة لعمه أبي طالب في التخفيف عنه، كما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه فإن قيل: فقد قال الله تعالى: فما تنفعهم شفاعة الشافعين قيل له: لا تنفع في الخروج من النار كعصاة الموحدين الذين يخرجون منها ويدخلون الجنة.فصل:واختلف العلماء هل وقع من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين بعد النبوة صغائر من الذنوب يؤاخذون بها ويعاتبون عليها ويشفقون على أنفسهم منها أم لا بعد اتفاقهم على أنهم معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي تزري بفاعلها وتحط منزلته وتسقط مروءته إجماعًا؟ عند القاضي أبي بكر وعن الأستاذ أبي بكر أن ذلك مقتضى دليل المعجزة وعند المعتزلة أن ذلك مقتضى دليل العقل على أصولهم، فقال الطبري وغيره من الفقهاء والمتكلمين والمحدثين: تقع الصغائر منهم خلافًا للرافضة حيث قالوا إنهم معصومون من جميع ذلك كله، واحتجوا بما وقع من ذلك في التنزيل وثبت من تنصلهم من ذلك في الحديث وهذا ظاهر لا خفاء به.وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها كعصمتهم من الكبائر لأنا أمرنا باتياعهم في أفعالهم وآثارهم وسيرهم مطلقًا من غير التزام قرينة، فلو جوزنا عليهم الصغائر لم يمكن الاقتداء لهم إذ ليس كل فعل من أفعالهم يتميز مقصده من القربة والإباحة والحظر أو المعية ولا يصح أن يؤمر المرء بامتثال أمر لعله معصية لا سيما على من يرى تقديم الفعل على القول إذا تعارضا من الأصوليين.قال الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني واختلفوا في الصغائر والذي عليه الأكثر أن ذلك غير جائز عليهم ومال بعضهم إلى تجويزها ولا أصل لهذه المقالة.وقال بعض النتأخرين ممن ذهب إلى القول الأول: والذي ينبغي أن يقال: إن الله تعالى قد أخبر بوقوع ذنوب من بعضهم ونسبها إليهم وعاتبهم عليها وأخبروا بها عن نفوسهم وتنصلوا منها واستغفروا منها وتابوا، وكل ذلك ورد في مواضع كثيرة لا تقبل التأويل جملتها، وإن قبل ذلك آحادها وكل ذلك مما لا يزري بمناصبهم وإنما تلك الأمور التي وقعت منهم على جهة الندور وعلى جهة الخطأ والنسيان أو تأويل دعا إلى ذلك فهي بالنسبة إلىغيرهم حسنات، وفي حقهم سيئات بالنسبة إلى مناصبهم وعلو أقدارهم إذ قد يؤاخذ الوزير بما يثاب عليه السائس فأشفقوا من ذلك في موقف القيامة مع عملهم بالأمن والأمان والسلامة وهذا هو الحق.ولقد أحسن الجنيد رضي الله عنه حيث قال: حسنات الأربار سيئات المقربين، فهم صلوات صلى الله عليه وسلم عليهم وسلامه وإن كانوا قد شهدت النصوص بوقوع ذنوب منهم، فلم يخل ذلك بمناصبهم ولا قدح في رتبهم، بل تلافاهم واجتباهم وهداهم ومدحهم وزكاهم واصطفاهم صلوات الله عليهم وسلامه.باب:ذكر ابن المبارك قال: أخبرنا رشدين بن سعد قال: أخبرني عبد الرحمن بن زياد، عن دخين الحجري، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر حديث الشفاعة وفيه فيقول عيسى عليه السلام أدلكم على النبي الأمي فيأتوني فيأذن الله لي أن أقوم فيثور مجلسي أطيب ريح شمها أحد حتى آتي ربي فيشفعني ويجعل لي نورًا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي، ثم يقول الكافر قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فمن يشفع لنا؟ فيقولون: ما هو غير إبليس هو الذي أضلنا فيأتونه فيقولون قد جد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت فاشفع لنا فإنك قد أضللتنا، فيقوم فيثور من مجلسه أنتن ريح شمه أحد ثم يعظهم لجهنم ويقول عند ذلك وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم الآية.باب من أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم:البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قبل نفسه.وروى زيد بن أرقم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله مخلصًا دخل الجنة. قيل يا رسول الله: ما إخلاصها؟ قال: أن تحجزه عن محارم الله خرجه الترمذي الحكيم في نوادر الأصول. اهـ.
.تفسير الآيات (82- 87): قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87)}..مناسبة الآيات لما قبلها: قال البقاعي:ولما كان القرآن الذي نوه به في آية {أقم الصلاة} هو السبب الأعظم في إزهاق الباطل الذي هو كالسحر خيال وتمويه، وهو الجامع لجميع ما مضى من الإلهيات والبعث وما تبع ذلك، قال عاطفًا على {ولقد كرمنا}: {وننزل} أي بعظمتنا؛ ثم بين المنزل بقوله تعالى: {من القرءان} أي الجامع الفارق الذي هو أحق الحق {ما هو شفاء} للقلوب والأبدان {ورحمة} أي إكرام وقوة {للمؤمنين} أي الراسخين في الإيمان، لإنارته لقلوبهم من صدإ الجهل، وحمله لهم على سبيل الرشد الذي هو سبب الرحمة، ولحراسته لهم من كل شيطان ومرض ومحنة إذا وقع الصدق في الاستشفاء به، هو كله كذلك وكذا جميع أبعاضه؛ قال الرازي في اللوامع: وهو أنس المحبين، وسلوة المشتاقين، وإنه النور المبين، الذي من استبصر به انكشف له من الحقائق ما كان مستورًا، وانطوى عنه من البوائق ما كان منشورًا، كما أن الباطل داء ونقمة للكافرين {و} من أعجب العجب أن هذا الشفاء {لا يزيد الظالمين} أي الراسخين في هذا الوصف، وهم الذين يضعون الشيء في غير موضعه، بإعراضهم عما يجب قبوله {إلا خسارًا} أي نقصانًا، لأنهم إذا جاءهم وقامت به الحجة عليهم، أعرضوا عنه، فكان إعراضهم ذلك زيادة في كفرانهم، كما أن قبول المؤمنين له وإقبالهم على تدبره زيادة في إيمانهم، وفي الدارمي عن قتادة قال: ما جالس القرآن أحد فقام عنه بزيادة أو نقصان- ثم قرأ هذه الآية؛ ثم عطف على هذا المقدر المعلوم تقديره ما هو أعم منه وأبين في الفتنة والاجتراء فقال تعالى: {وإذا أنعمنا} أي بما لنا من العظمة {على الإنسان} أي هذا النوع هؤلاء وغيرهم بأيّ نعمة كانت، من إنزال القرآن وغيره {أعرض} أي عن ذكر المنعم كإعراض هؤلاء عند مجيء هذه النعمة التي لا نعمة مثلها {ونأ} أي تباعد تكبرًا {بجانبه} بطرًا وعمى عن الحقائق {وإذا مسه الشر} أي هذا النوع وإن قل {كان يئوسًا} أي شديد اليأس هلعًا وقلة ثقة بما عنده من رحمة الله إلا من حفظه الله وشرفه بالإضافة إليه فليس للشيطان عليه سلطان.ولما كان المفرد المحلى باللام يعم، كان هذا ربما اقتضى من بعض المتعنتين اعتراضًا بأن يقال: إنا نرى بعض الإنسان إذا أعطى شكر، وإذا ابتلى صبر، وكان هذا الاعتراض ساقطًا لا يعبأ به، أما أولًا فلأنه قد تقدم الجواب عنه في سورة يونس عليه السلام في قوله تعالى: {كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون} [يونس: 12] بأن هذا في المسرفين دون غيرهم، وبقوله تعالى في سورة هود عليه السلام {إلا الذين صبروا} [هود: 11] ولعله طواه في هذا المقام إشارة إلى أنه لقلة أفراده كأنه عدم، وأما ثانيًا فلأن المحلى باللام سواء كان مفردًا أو جمعًا في قوة الجزئي حتى يرد ما يدل على أنه كلي، فلذلك أعرض تعالى عنه وأمره بالجواب عن القسمين المشار إليه والمنصوص عليه فقال تعالى: {قل} أي يا أشرف خلقنا! {كل} من الشاكر والكافر {يعمل على شاكلته} أي طريقته التي تشاكل روحه وتشاكل ما طبعنا عليه من خير أو شر {فربكم} أي فتسبب عن ذلك أن الذي خلقكم ودرجكم في أطوار النمو، لا غيره {أعلم} مطلقًا {بمن هو} منكم {أهدى سبيلًا} أي أرشد وأقوم من جهة المذهب بتقواه وإحسانه، فيشكر ويصبر احتسابًا فيعطيه الثواب، ومن هو أضل سبيلًا، فيحل به العقاب، لأنه يعلم ما طبعهم عليه في أصل الخلقة وغرزه فيهم من الخلائق، وغيره إنما يعلم أمور الناس في طرائقهم بالتجربة؛ وقد روى الإمام أحمد- لكن بسند منقطع- عن أبي الدرداء رضى الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا، وإذا سمعتم برجل تغير عن خلقه فلا تصدقوا به، فإنه يصير إلى ما جبل عليه» هذا كله الإعراض بالفعل، وإن كان بالقوة التزمنا أنها كلية، والله أعلم بالمهتدي فيحفظه من الإعراض واليأس بالفعل هو فيه بالقوة.
|